عبد الحليم حافظ " قارئة الفنجان "

قارئه الفنجان
للشاعر / نزار القبانى
جلست والخوف بعينها تتأمل فنجانى المقلوب
قالت ياولدى لا تحزن الحب عليك هو المكتوب

ياولدى قد مات شهيدا من مات شهيدا للمحبوب

ولدى ياولدى

بصرت ونجمت كثيرا ولكنى لم اقرأ أ بدا

فنجانا يشبه فنجانك لم اعرف ابدا ياولدى

احزانا تشبه احزانك

مقدورك ان تمضى ابدا فى بحر الحب بدون قلوع

وتكون فى حياتك طوال العمر كتاب ودموع ...

قدرك ان تبقى مسجونا بين الماء وبين النار

فبرغم جميع حرائقه وبرغم جميع سوابقه

فبرغم الحزن الساكن فينا ليل نهار وبرغم الريح ورغم الجو الماطر و الاعصار

الحب سيبقى يا ولدى احلى الاقدار ولدى يا ولدى

بحياتك ياولدى امرأة عيناها سبحان المعبود

فمنها مرسوم كالنعقود ضحكتها انغام وورود

والشعر الغجرى المجنون يسافر فى كل الدنيا

قد تغدوا امراة ياولدى يهواها القلب هى الدنيا

لكن سمائها ممطرا وطريقك مسدود مسدود

فحبيبة قلبك ياولدى ساكنه فى قصر مرصود

من يدخل حجرتها من يطلب يدها

من يدنو اسوار حديقتها من حاول فك ضفائرها

ياولدى مفقودا مفقودا ياولدى يا ولدى

سنفتش عنها ياولدى فى كل مكان

وستسأل عنها موج البحر وتسأل فيروز الشاطان

وتجوب بحارا وبحارا وتفيض دموعك انهار

وسيكبر حزنك حتى يصبح اشجارا

لكنك سترجع ياولدى مهزوما مكسور الوجدان

وستغرق بعض رحيل العمر يأتيك كخيط دخان

فحبيبة قلبك ياولدى ليس لها ارض او وطن او عنوان

ما اصعب ان تهوى امرأه ياولدى ليس لها عنوان

ياولدى ياولدى